خلال كلمة ألقاها بمقر الأمم المتحدة حول تحالف الحضارات
أكد الوكيل المساعد للتنسيق الفني والعلاقات الخارجية والحج في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د. مطلق القراوي أن “ما حدث من إنتاج فيلم يسيء إلى رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام أمر مرفوض تحرمه الشرائع السماوية، ولا تقبله العقول والفطر السوية، إذ إن مقام النبوة من المقدسات التي يجب علينا جميعاً احترامها وتقديرها”، موضحا أن “ما حصل من اقتحام السفارات، وقتل الأبرياء الآمنين في بلاد المسلمين أمر يعاقب عليه الدين والقانون، وهو مخالف لتعاليم رب العالمين، كما جاء على لسان رسوله الكريم الذي أسيء إليه حين قال: من آذى ذمياً فقد آذاني”.
وأضاف القراوي، في كلمته ممثلا عن دولة الكويت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك امس الاول حول تحالف الحضارات، “لقد علمنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ أن من دخل من غير المسلمين إلى بلاد المسلمين فهو في ضيافتهم، يجب علينا توفير الحماية له، وإكرامه، وحسن معاملته حتى يعود إلى دياره سالماً”، مشيراً إلى أن الحدث الأول من الإساءة مرفوض، وما نتج عنه من تصرفات بعض الأفراد الذين لا يفقهون دينهم مرفوض أيضاً، كما قال ربنا جل وعلا (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرىٰ)، لذا فإننا في هذا الاجتماع نطالب التحالف بأن يدفع نحو سن تشريع قانون دولي يجرم الإساءة للرموز والمقدسات الدينية، وعلى رأسها أنبياء الله المكرمين”.
منهج الوسطية
وتابع، “أود أن أكرّر حرص حكومة دولة الكويت على تبني مسار الاعتدال واتّباع نهج الوسطية في سياساتها الوطنية والدولية وفق التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله، ودعمها لتحالف الحضارات والذي ينبع من قناعاتها الثابتة بنبذ التطرف واللجوء إلى الحوار وتحكيم العقل والمنطق واحترام الرأي الآخر لحل كافة الاختلافات والنزاعات”، لافتا إلى “أننا نعتز بمشاركتنا في هذا المجهود العالمي ونعمل كل ما في وسعنا لتحقيق التفاهم والتوافق بين جميع الحضارات من خلال البرامج والأنشطة التي تنفذها الأجهزة المختصة في دولة الكويت وعلى رأسها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي ترمي إلى تحقيق الأهداف المرجوة لهذا التحالف”.
ولفت إلى أن “حكومة دولة الكويت لا تزال تسير بخطى سريعة لتنفيذ الخطة الوطنية الثالثة للفترة (2011 – 2013) والتي تعمل على تفعيل محاور التحالف وخاصة في مجالات التعليم والشباب والإعلام من خلال تفعيل برامج للتواصل مع الشباب وتعزيز مفهوم الوسطية والاعتدال بينهم من خلال مبادرة تطوير مناهج تعليمية لأبناء المسلمين في الغرب، وأيضاً على تطوير قدرات العاملين في هذا القطاع بما يحقق نشأة جيل جديد مدرك لأهمية الاعتدال والتسامح في العلاقات بين أبناء البشر من مختلف الجنسيات والثقافات والحضارات والديانات، كما شملت هذه الخطة مشاريع فكرية تساهم في تأصيل الحوار الحضاري وتؤكد على ضرورة التعايش السلمي”.
نبذ العنف
وختم القراوي “انطلاقاً من إيمان حكومة وشعب دولة الكويت الراسخ بأهمية دور منظمة الأمم المتحدة وميثاقها في تعزيز علاقات السلم والتفاهم بين الأمم، وحماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية وتحقيق مطامحه في الحياة الكريمة، فإننا نتطلع إلى دور أكثر فاعلية ضمن إطار مبادرة تحالف الحضارات والديانات والثقافات لنشر قيم التسامح والاعتدال والاحترام المتبادل، وأيضاً إلى نبذ مظاهر العنف والتطرف التي تقوض جهودنا للتعاون والتنسيق في نشر ثقافة السلام وتحقيق المبادئ والأهداف السامية التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة”.
التاريخ : 30/09/2012م
الجريدة : الجريدة